ومن شعراء جزيرة الأندلس وفحولها، البريء مطروق الأشعار ومنحولها، ذو الآداب والفنون:
دخل على السلطان أبي القاسم محمد بن عباد يوماً، وهو ينشد قول المتنبي:
إذا ظفرت منك العيونُ بنظرةٍ ... أثاب بها مُعْيي المطيِّ ورَازِمُهْ
وجعل يردده استحساناً له. فقال عبد الجليل بديهاً:
لئن جاد شعرُ ابن الحُسين فإنما ... تُجيد العطايا واللُّهي تفتح اللَّهَا
تَنَّبأ عُجباً بالقريض ولو دَرَى ... بأنّك تَرويه إذا لتألَّها
فأمر له بمائتي دينار، وهو مثل قديم.
قال أبو سعيد القصار في جعفر بن يحيى:
لابن يَحيى مآثٌر ... بلغتْ بي إلى السُّهَا
جادَ شِعْري بجُوده ... واللُّهي تَفتح اللَّها
اللهي، بالضم: العطايا؛ واحدها: لهوة ولهية. واصلها: القبضة من الطعام تلقى في الرحى لتطحن، فجعلت الدفعة من المال المعطى لهوة. وأما اللها، بالفتح فجمع لهاة: الحلق.