مالك بن أنس (?). فلا تتوهم من قولهم:
* مُخْلِف طه سِبْحتان ومُصْحفُ* (?)
أن القرآن كان مجموعًا في مصحف واحد على عهده - صلى الله عليه وسلم -، بل المراد به بعض آيات كما يُطلق اسم المصحف على ذلك. قال القَسْطلانى (?) أول باب جَمع القرآن في الصُّحف (?): "ثم جمع تلك الصحف في المصحف بعد النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما ترك النبي - صلى الله عليه وسلم - جَمْعَه في مصحف واحد لأن النَّسْخَ كان يرد على بعضه، فلو جمعه ثم رُفعت تلاوةُ بعضِه لأدَّى إِلى الاختلاف والاختلاط، فحفظه الله تعالى في القلوب إِلى انقضاء زمن النَّسْخ فكان التأليف في الزمن النبوى، والجمع في الصحف في زمن الصدِّيق، والنَّسْخُ في المصاحف في زمن عثمان. وقد كان القرآن كله مكتوبًا في عهده - صلى الله عليه وسلم -، لكن غير مجموع في موضع واحد، ولا مُرتَّب السور" اهـ.
وأكثر العلماء على أن المصاحف التي نسخت بأمر الإِمام عثمان كانت أربعة؛ أرسل واحدًا للكوفة، وآخر للبصرة، وآخر للشام، وترك واحدًا عنده بالمدينة.