بـ "مَنْ" وجعلهما ميمًا واحدة مُشدَّدة -في مثل قوله تعالى: {آللَّهُ خَيْرٌ أَمَّا يُشْرِكُونَ} [النمل: 59]، وقوله: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل: 62]- خاصٌّ بالمصحف" اهـ (?).
وقال شيخ الإِسلام على (الجزَرِيَّة): "كل ما في القرآن من ذكْر "أَمْ مَنْ" فهو بميم واحدة، إِلا أربعة مواضع فَبِمِيمَيْن، وهي: {أَمْ مَنْ يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلًا} [النساء: 109]. و {أَمْ مَنْ أَسَّسَ} [التوبة: 109].و {أَمْ مَنْ خَلَقْنَا} [الصَّافَات: 11]. {أَمْ مَنْ يَأْتِي آمِنًا} [فصلت: 40] " اهـ (?).
وأما حذفُ الياء من المنقوص المفرد والجمع فقد سبق في فصله (?)، وأن محل ذلك إِذا لم يُضفْ، فإِنْ أُضيف لم تُحذف.
وإنما الذي نذكره هنا حذفها منه إِذا كانت الإِضافة إِلى ياء المتكلم، لِمَا هو معلوم من القواعد الصرفية أنه إِذا التقى مِثْلان في كلمة -أو ما هو كالكلمة- وكان أولهما ساكنًا يجب إِدغام الساكن فيما بعده، ويصيرا في الخط حرفًا واحدًا مُشدَّدًا، مثل ياء المتكلم إِذا اجتمعت مع ياء المنقوص، مفردًا أو جمعًا سالمًا، نقول: "سهرت الليلة مع مُغَنِّىِّ هذا" و"مع مُغَنِّىِّ هؤلاء"، و"سافرت مع مُكارِىِّ هذا" و"مُكارِىّ هؤلاء"، و"هذه مَعَانِىِّ سرقها الشاعرُ الفلانى" و"هؤلاء مَوَالىِّ" و"بِعْتُ جَوَارىِّ": بتشديد الياء في جميع ما ذُكر.
ويجوز تسكينها في "جَوَارِى" على لغة من يقول: "هؤلاء جوارٌ": بضم الراء مُنَوَّنة.