(الشافية) (?) وغيرهما من الجماهير.

وأما أبو حَيَّان (?) فاختار إِثبات النون مطلقًا؛ أي من غير المصحف، وإلا فهي محذوفة منه.

وأقول: أرى أكثر النُّسَّاخِ لا يُفرِّق بين الناصبة وغيرها، وسبق هذا بزيادةٍ عما هنا في باب الوصل والفصل (?)، ذكرناه هناك مُجاراةً لهم في تسميتهم حذف النون وَصْلًا، وإثباتها قَطْعًا، وذكرناه هنا لمناسبة باب الحذف.

[ثبوت نون (إِنْ، أَنّ) إِذا وقع بعدهما (لن، لم)]:

وأما غير "ما" و"لا" من الحروف -مثل "لَن" و"لَمْ"- فلا تُحذف معها نون "إِنْ" ولا "أَن"، كقوله تعالى: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ} [البقرة: 279]، {ذَلِكَ أَنْ لَمْ يَكُنْ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ} الآية [الأنعام: 131]، {كَأَنْ لَمْ يَغْنَوْا فِيهَا} [الأعراف: 92]. وكما يُقال في تصوير المسئلة: "بِأَن لم يكن كذا وكذا".

وذلك لأن نصب الفعل بعد "أَلَّا" يُعيّن أنها المصدرية الناصبة، وكذلك جزمه بعد "أَلَّا" يعين أنها الشرطية، بخلاف الجزم بعد "إِن لَمْ"، فإِنه منسوب إِلى "لَمْ"، لقربها من الفعل كما في (إِعراب الآجُرُّومِيَّة) للكفراوى (?) في "باب لا" (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015