وسبق أَنَّ اللام تُحذف لفظًا وخَطًّا من كلمتين (?):
الأولى: لام "عَلَى" الداخلة على ما أَوَّلُه "أَل"، نحو "عَلْمَاءِ" أي: "عَلَى الماءِ".
الثانية: لام "بَلْ" إِذا وقع بعدها راء عند الإلغاز، كما في قوله:
عَافَت الماءَ في الشَّتَاء فَقُلنَا ... بَرّديه تُصَادفيه سَخِينَا (?)
ومن الغلط حذف "أَل" من اسم "ذِى النُّون" وكتابته "ذَنَّون" (بوزن "تَنُّور") كأنه كلمة واحدة، ففيه حذف ثلاثة أحرف خَطًّا جَهْلًا بأن الكتابة في غير العَروُض ليست على حسب ما يُتلفظ به.
نَعَمْ، قولهم "وَيْلُمِّه" كتبوه كما يُنطق به شُذُوذًا كما في (شفاء الغليل) (?)، والأصل: "وَيْلٌ لأُمّه"؛ فحذفوا إِحدى اللاميْن، ووصلوا الكلمتيْن، وكذا قال السُّجَاعى (?) عَلى (الكافي) (?).
ولا تُحذف لام "هَلْ" إِذا وقع بعدها كلمة "لَا"، كقول المستَفْتى "هل لا يَجُوزُ كذا"، سواء كانت "هَلْ" للاستفهام حرفًا، أو كانت فِعلًا، كما يُقال: "هَل لا تقع"، فهي في هذا فِعْلُ أَمْرٍ من "وَهَل"، بمعنى خاف أَوْ فَزع.
وأما "هَلَّا" التي في حديث "هَلَّا بِكْرًا تُلاعِبُها" فهي التَّحْرِيضيَّة المستعملة للتنْدِيم كما قدمناه في أول باب (?).