فقد حُذف من "هَأَنَذاَ" أَلِفان: ألف "هاء" التنبيه، والألف الأخيرة مِن "أنا". وما ألفها الأولى فقد وُصِلت بالهاء.
قلت: ولعل وَجْهَ حذفها من "أنا" أنها وقعت حَشْوًا، وإنما تُكتب في "أنا" المنفردة نظرًا لحالة الوقْف عليها، والواقعةُ حَشْوًا لا يُوقف عليها.
الكلمة الرابعة: "يا" في النداء، فتحُذف ألفها في حالتين:
الأولى: إِذا كان بعدها "أَىْ" أو "أَهْل"، مثل "يأَيُّها النَّاسُ"، "يَأهْلَ الِكتَاب"، فإِن الألف من "أَىّ"ومن "أَهْل" اتصلت بالياء، فهي الهمزة، بدليل أنهم يكتبون الألف بالمِداد الأحمر بين الياء وبين الألف السوداء المهموزة المتصلة بالياء في المصحف نظير ما سبق في "هَأَنتُم" (?). وقد رأيتها محذوفة من "يا رسولَ الله"، وأكثر ما رأيتها هكذا: "يرسُولَ اللهِ" كثيرًا في نُسخة قديمةٍ من (تاريخ) الحافظ الذَّهَبىِ (?).
الثانية: إِذا كان بعدها اسم مبدوء بالهمزة من الأَعْلام التي لم يُحذف منها حرف، مثل "إِبراهيم" و"إِسماعيل" و"إسحاق" و"أَيُّوب"، بوصْل ألف الاسم التي في أوله بياء النداء نظير ما سبق (?). بخلاف ما حذفت ألفه، نحو