يبكي ويسألُ فيه عَمَّنْ بانا ... . فتفتَّحتْ أضلاعُه أجفانا
وذلك النهر يجول في حلّة فضية تذهبها الشمس بكرة وأصيلا، ويجلوا صداها صيقل القمر ليلاً، ونهر عطفه خيلاً، ويسحب في تبختره بين الرياض ذيلاً، فتناديه تلك الأشجار على رسلك فـ (إنكَ لَن تَخرِقَ الأرضَ وَلَن تَبلُغَ الجِبَالَ طُولاَ) وتلقّانا في ذلك المقام جماعة من الأصحاب ما بين عرب وأروام قاصدين بلاد الشَّام، فتلاقينا بالتحية والسلام، وجمعنا بين السلام والوداع، وذيّلنا الافتراق من ذلك الاجتماع، وأنشدتهم والقلب بالفراق منكوي، والجسم على نيران الفؤاد محتوي، لفخر الرؤساء الشريف الرَّضيّ الموسويّ:
والدمعُ تنحدرُ من الآماق ... وتفورُ من جوانبِ الأحداقِ
أيها الرائحُ المجد تحمَّل ... حاجةً للمتيمِ المشتاقِ
وأقرِ عني السلامَ أهلَ المصلى ... وبلاغُ السلام بعضُ التلاقِ
وإذا ما مررت بالخيفِ فاشهدْ ... أنّ قلبي إليه بالأشواقِ