وأنسخ الوحشة بالإيناس بما جرى على لساني إذ ذاك من قول بعض الناس:
أبشر بخيرٍ عاجلٍ ... تنسى به ما قد مضى
فلرب أمرٍِ مسخِطٍ ... لك في عواقبِهِ الرضى
إن شاء الله تعالى، واستمر بنا السير متصل الأعمال، غير مخفق المساعي والآمال، إلى بلوغ الشمس من غاية الرفعة المآرب، غير منهبطة في المشارق ولا منحدرة في المغارب، فوصلنا حينئذٍ إلى المنزل المبارك بظاهر قرية الأَثارِب، ثم بتنا بها ليلة الأربعاء خامس شهر شوال نقاسي كرب تلك الأحوال، ونعاني خطوب هاتيك الأهوال، ونعالج شدّة الأشواق، ونتوجع من ألم الفراق، ونطارح
ذوات الأطواق، وننشد قول أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان في نحو هذا الشأن:
أقول وقد ناحتْ بقربي حمامةٌ ... أيا جارتا هل بات حالُك حالي
معاذ الهوى ما ذقت طارقة الهوى ... ولا خطرت منك الهموم ببالي
أتحمل محزونَ الفؤادِ قوائمٌ ... على غصنٍ نائي المسافة عالي
أيا جارتا ما أنصفَ الدهرُ بيننا ... تعالي أقاسِمُك الهمومَ تعالي