النهرُ قد رقّتْ غِلالةُ صبغه ... وعليه من ذهب الأصيل طرازُ
تترَقرَقُ الأمواجُ فيه كأنها ... عُكَنُ الخصُور تهزُّها الأعجازُ
فأقمنا بذلك المنزل نهارَ الثلاثاء تاسعَ عشرَ شهر رمضان بالتمام، فيا له من يوم ما كان أطولَه، وأخلَقَه بقول أبي تمام:
يومَ الفراقِ لقد خُلِقْتَ طويلا ... لم تُبْقِ لي صبراً ولا مَعْقُولا
وما أحسن ما قال بعده:
لَوْ حَارَ مُرْتَادُ المَنيَّةِ لم يجِدْ ... إلاّ الفراقَ على النفُوسِ سبيلا
قالوا: الرحيلُ، فما شككْتُ بأنه ... نَفْسٌ عن الدنيا تُريدُ رَحيلا
وفي معناه قول المتنبيّ رحمه الله تعالى:
أحْيَا وأيسَرُ ما قاسَيْتُ ما قَتَلا ... والبينُ جارَ على ضُعْفي وَمَا عَدَلا