= قلت: وعلى فرض أنه لم يُرَ وهو يصليها فإِن ما تقدم من احتمال كونه يصليها في البيت أمر قائم.
وقد ثبت الترك عن عقبة بن عامر الجهني فيما رواه البخاري انظر صحيحه مع الفتح (2/ 59:1184) من حديث مرثد بن عبد الله اليزني قال: "أتيت عقبة بن عامر الجهني فقلت: ألا أعجبك من أبي تميم، يركع ركعتين قبل صلاة المغرب! فقال عقبة: إنا كنا نفعله عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسلم-، قلت: فما يمنعك الآن؟ قال: "الشغل".
وفي صحيح البخاري مع الفتح (2/ 106: 625): باب كم بين الأذان والإقامة: من حديث أنس رضي الله عنه قال:
"كان المؤذن إذا أذن قام ناس مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يبتدرون السواري حتى يخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب، ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء"، قال عثمان بن جبلة وأبو داود عن شعبة: "لم يكن بينهما إلَّا قليل".
قال الحافظ في الفتح (2/ 107): قوله: (قام ناس): في رواية النسائي: "قام كبار أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ". اهـ.
هذا إضافة إلى عدد كبير من الآثار عن الصحابة وغيرهم قولية وفعلية في مشروعية هذه السنة وأنهم فعلوها، وانظر مختصر قيام الليل (ص58)، وما بعدها؛ ومصنف ابن أبي شيبة (2/ 356، 357):/ باب من كان يصلي ركعتين قبل المغرب؛ وسنن البيهقي الكبرى (2/ 474 - 477).=