- ومن فضل الله علينا أن قَيّضَ لهذه المسانيد مَنْ خَدَمها واعتنى بها قبل اغتيالها، فقام بعض الحفاظ من شيوخ الإِسلام في القرن الثامن والتاسع وعرضوا هذه المسانيد على كتب السنة الستة أو بعضها وجَرَّدُوا زوائد هذه المسانيد عليها، وأضافوا إليها زوائد كتب أخرى، ورتبوها بحيث صارت سهلة المنال.

لكن كتب الزوائد، ظلت زمنًا تنتظر من طلاب العلم دورها في الإِحياء والخدمة، إلى أن نشطت حركة التحقيق، والنشر، وبدأت جهود علماء المسلمين وطلاب العلم تتضافر لإِخراج هذه الكنوز الثمينة من تراث المسلمين، وكان للجامعات الإِسلامية دور كبير في هذه الحركة المباركة، ولكتب الزوائد منها نصيب.

ولقد تَفَضل قسم السنة وعلومها بكلية أصول الذين بافتتاح أحد دواوين الزوائد، وهو كتاب "المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية" للحافظ ابن حجر العسقلاني، وأتيحت فرصة التسجيل فيه لطلاب مرحلة الماجستير.

أهميته:

- ولأن هذا الكتاب قد طبعت منه النسخة المُجَرَّدة من الأسانيد قبل عدة سنوات (?) بتحقيق الشيخ حبيب الرحمن الأعظمي، فقد قارنت بينه وبين النسخة المسندة التي تقرر -من قسم السنة- بداية العمل بها، فألفيت الفرق كبيرًا، بل وجدت أبوابًا بكاملها قد سقطت من المجردة، أضف إلى أن الأسانيد فيها محذوفة أيضًا بما يجعل الوقوف على سند الحديث في بعض المرات شبه المتعذر، خاصةَ فيما فقد بكامله من المسانيد، في حين أن ظهور هذا الكتاب بالأسانيد فيه فائدة عظيمة في مجال النقد والدراية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015