بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
المقدمة
إنَّ الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَسَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضلِل فلا هادي له وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، قائد الغرّ المحجلين وخليل ربّ العالمين وحامل لواء الحمد يوم القيامة، ترك أمته على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلَّا هالك.
فصلوات الله وسلامه عليه ما اختلف الليل والنهار، وعلى صحابته مصابيح الهدى وحفاظ السنة النبوية المقتدى بهم في تطبيقها فبلغوا عنه -صلى الله عليه وسلم- كل ما شرعه لأمته ناصحين ومحتسبين، وعلى التابعين أولي العزم والتشمير الذين اعتنوا بالسنة حفظًا وتطبيقًا وتدوينًا فأدوها لمن بعدهم كما تلقوها.
وهكذا تناقلت الأمة سنة نبيها -صلى الله عليه وسلم- جيلًا بعد جيل حتى وصلت إلينا بحمد الله صافية نقية، فجزاهم الله خيرًا.
أما بعد: فإن السنة النبوية هي المصدر الثاني للتشريع وهي أيضًا