ولست أعرف هذا الرجل بالكفاية فأشفّعك في أمره بالإجابة، ولا بغيرها فأردّك عن مسألتك، فإن أحبَّ ما عندنا خضر لننظر ما عنده، فإن كان مضطلعاً بالولاية ناهضاً بثقلها، زينةً للسّلطان وعذراً بينه وبين الرّعية، ولّيته قدر ما يستحقّ وإن كان مقصّراً عن ذلك قضيت حقّه عنك بصلةٍ تكون كفاءً لما أمّلته له.

فقال له الرّجل: إنّ لي رسماً في العمالة. فقال يحيى: ليس كلّ من رسم بشيءٍ لشفاعة أو هوىً أو باختيار من لا يوثق باختياره، يقضي له بالكفاية. وقد أعلمتك أننا نكره أن نجعل بيننا وبين الرعية من لا يعرف وزنه، فإنّ أموره راجعةٌ إلينا، ومتّصلة بنا. واعلم أنّ الرسوم قد جرت لأقوامٍ بولايات، ورسمها لهم قوم لو حضرني الراسمون لهم ذلك، لما رأيتهم أهلاً للولاية التي رسموها لغيرهم.

ووقع يحيى بن خالد في رقعة رجل استعمله فخان:

قد رأيناكَ فما أعجبتنَا ... وخبَرْناكَ فلم نرض الخُبُرْ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015