خرج الفضل بن يحيى يريد سفراً، فودّعه أهله مكتئبين لفرقته، فقال: قاتل الله جميلاً حيث يقول:

لمّا دنا البينُ بينُ الحيِّ واقتسموا ... حبلَ النَّوى فهو في أيديهمُ قطَعُ

جادت بأدمعها سَلمى وأعجزني ... قربُ الفراق فما أُبقي ولا أدعُ

يا قلبُ ويحكَ لا سلمى بذي سلمٍ ... ولا الزمان الذي قد فات مرتَجَعَ

أكُلَّما مرَّ ركبٌ لا تلائمهم ... ولا يبالون أن يشتاقَ من فجَعوا

علَّقتني بهوىً منهم فقد جعلتْ ... من الفراق حصاةُ القلب تنصدعُ

أخبرنا أبو بكر محمد بن يحيى قال: سمعت أبا العيناء يحدّث أنّ رجلاً كلم بن خالد البرمكيّ في رجل أن يولّيه، فقال يحيى: إنّا لا نشرك في أماناتنا ولا ينسب إلى عقولنا أفعال غيرنا، ولا نسترعي رعيّة أمير المؤمنين إلاَّ المستحقين الذين توجب لهم المعرفة المنزلة،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015