على عزَّة الصَّبر، وجور الولاية مانعٌ من عدل الإنصاف، إلا من ناسب بعد الهمة، وكان لسلطانه قوّةٌ على شهواته.
ودخل أعرابيٌّ بدويٌّ إلى أبي عبيد الله فقال له: أيُّها الشيخ السيِّد إنّي والله أتسحَّب على كرمك، وأستوطئ فراش مجدك، وأستعين على نعمك بقدرك. وقد مضى لي وعدان، فاجعل النُّجحَ ثالثاً، أقد لك الشُّكر وافي العرف، شادخ الغرّة، بادي الأوضاح.
فقال أبو عبيد الله: ما وعدتك تغريراً، ولا أخّرتك تقصيراً، ولكنّ الأشغال تقطعني وتأخذُ أوفرَ الحظّ منّى. وأنا أبلغ جهد الكفاية ومنتهى الوسع بأوفر ما يكون، وأحمده عاقبةً، وأقر به أمدا.
فقال الأعرابي: يا جلساء الصدق، قد أحضرني التطوّل فهل من معين منجد، أو مساعد منشد؟
فقال بعض كتابه لأبي عبيد الله: والله أصلحك الله