"أحب الأعمال للهِ أدومها وإن قل "، في غير ما آية وحديث تعالج تنظيم تلك الحياة.
2 - ويرى الإسلام بمفهومه الموروث أن الإنسان ذو فطرة خيرة وأن
الشر أمر طارئ عليه، فهو يولد خيرا سويا فى نفسيته، كما خلق سوياً معتدلاً فى جسده.
قال تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)
وقال (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (30) ،
قال ابن كثير فى تفسيره "ونفسٍ وما سواها": أى خلقها سوية مستقيمة على الفطرة،
ويصف ابن القيم
الإنسان فى تفسيره (ص 374)
قال: قلبه مضيء يكاد يعرف الحق بفطرته وعقله ولكن لا مادة له من نفسه
فجاءت مادة الوحى فباشرت قلبه وخالطت بشاشته فازداد نوراً بالوحى على نوره الذى فطره الله تعالى عليه، فاجتمع له نور الوحى إلى نور الفطرة، نور على نور، فيكاد ينطق بالحق وإن لم يسمع فيه أثراً، ثم يسمع الأثر مطابقاً لما شهدت به فطرته فيكون نورا على نور" ا. هـ
5 - والخير الذى فطر عليه الإنسان هو:
أ - السلامة من العيوب
ب - الاعتراف بعبودية الإنسان لخالق واحد
جـ - أصول القيم الأخلاقية: فهو يعرف أن الشكر خير محمود وأن
الجحود شر مذموم.
د - أصول المعرفة العقلية: يعلم أن الأثر يدل على المؤثر وأن الكل أكبر
من الجزء وأن التناقض باطل.
هـ - أصول القيم الجمالية: كحب الجمال والنظافة والنظام والخير
والقوة -. إلخ.
و الغرائز والحاجات التى تدفع الإنسان إلى حفظ النفس والنوع بالأكل
والشرب والسكن واللباس والتزاوج.
ز - القدرة على العمل والتفكير والإبداع والاختيار.
6 - فمعنى الفطرة أن الله صاغ الإنسان وكونه وركبه بحيث لا يصلح له
إلا الخير، وأن الله جعل معرفة ذلك مركوزة فى الإنسان لا يحتاج إلى من يعلمه ذلك من خارجه وإن كان العلم الخارجى يزيدة قوة. ومع ذلك