مِنْ فَوَائِدِ ابْنِ السَّمَرْقَنْدِيِّ أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِيُّ، نا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ثَابِتٍ الْخَطِيبُ، حَدَّثَنِي أَبُو النَّجِيبِ عَبْدُ الْغَفَّارِ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْأُرْمَوِيُّ، بِهَذَا أَخْبَرَهُ، قَالَ: سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ الْمُقْرِئُ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ بْنِ فَارِسٍ النَّحْوِيَّ، يَقُولُ: سَمِعْتُ الْأَسْتَاذَ الْعَمِيدَ، يَقُولُ: مَا كُنْتُ أَظُنُّ أَنَّ فِي الدُّنْيَا حَلَاوَةً أَلَذُّ مِنَ الرِّيَاسَةِ وَالْوِزَارَةِ الَّتِي أَنَا فِيهَا حَتَّى شَاهَدْتُ مُذَاكَرَةَ سُلَيْمَانَ بْنِ أَحْمَدَ الطَّبَرَانِيِّ، وَأَبِي بَكْرٍ الْجِعَانِيِّ، بِحَضْرَتِي، فَكَانَ الطَّبَرَانِيُّ يَغْلِبُ الْجُعَانِيَّ، بِكَثْرَةِ حِفْظِهِ، وَكَانَ الْجُعَانِيُّ يَغْلِبُ الطَّبَرَانِيَّ، بِفِطْنَتِهِ وَذَكَاءِ أَهْلِ بَغْدَادَ، حَتَّى ارْتَفَعَتْ أَصْوَاتُهُمَا، وَلَا يَكَادُ أَحَدُهُمَا يُغْلِبُ صَاحِبَهُ فَقَالَ الْجُعَانِيُّ: عِنْدِي حَدِيثٌ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا إِلَّا عِنْدِي، فَقَالَ: هَاتِهِ فَقَالَ: نا أَبُو خَلِيفَةَ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ، وَحَدَّثَ بِالْحَدِيثِ، فَقَالَ الطَّبَرَانِيُّ: أنا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ، وَمِنِّي سَمِعَ أَبُو خَلِيفَةَ، فَأَسْمِعْ حَتَّى يَعْلُو إِسْنَادُكَ فَإِنَّكَ تَرْوِي عَنْ أَبِي خَلِيفَةَ عَنِّي. فَخَجِلَ وَغَلَبَهُ الطَّبَرَانِيُّ، قَالَ ابْنُ الْعَمِيدِ: فَوَدِدْتُ فِي مَكَانِي أَنَّ الْوِزَارَةَ وَالرِّيَاسَةَ لَيْتَهَا لَمْ تَكُنْ لِي، وَكُنْتُ الطَّبَرَانِيَّ، وَفَرِحْتُ مِثْلَ الْفَرَحِ الَّذِي فَرِحَ بِهِ الطَّبَرَانِيُّ لِأَجْلِ الْحَدِيثِ أَوْ كَمَا قَالَ

(60) وقد أَخْبَرَنَا بِالْحَدِيثِ أَبُو بَكْرٍ الْخَطِيبُ، أنا أَبُو نُعَيْمٍ الْحَافِظُ، حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْمُلْحَمِيُّ، إِمْلَاءً، أنا أَبُو خَلِيفَةَ الْفَضْلُ بْنُ الْحُبَابِ، نا سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيُّ، نا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، نا عَلِيُّ بْنُ الْمَدِينِيِّ، نا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ، قَالَ: لَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ، خَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَاشِيًا عَلَى قَدَمَيْهِ إِلَى الطَّائِفِ، فَدَعَاهُمْ إِلَى اللَّهِ فَلَمْ يُجِيبُوهُ، فَأَتَى ظِلَّ شَجَرَةٍ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ قَالَ: " اللَّهُمَّ إِلَيْكَ أَشْكُو ضَعْفَ قُوَّتِي، وَقِلَّةَ حِيلَتِي، وَهَوَانِي عَلَى النَّاسِ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ، أَنْتَ أَرْحَمُ بِي مِنْ أَنْ تَكِلَنِي إِلَى عَدُوٍّ يَتَجَهَّمُنِي، أَوْ إِلَى قَرِيبٍ مَلَّكْتَهُ أَمْرِي، إِنْ لَمْ تَكُنْ عَلَيَّ غَضْبَانًا فَلَا أُبَالِي، إِنَّ عَافِيَتَكَ هِيَ أَوْسَعُ لِي، أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ الَّذِي أَشْرَقَتْ لَهُ الظُّلُمَاتُ وَصَلُحَ عَلَيْهِ أَمْرُ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ أَنْ يَنْزِلَ بِي غَضَبُكَ، أَوْ تُحِلَّ عَلَيَّ سُخْطَكَ، لَكَ الْعُتْبَى حَتَّى تَرْضَى وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِكَ ".ذَكَرَ لِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ الْهَمَذَانِيُّ، أَنَّ شَيْخَنَا أَبَا نُعَيْمٍ، حَدَّثَهُمْ بِهِ، عَنِ الْمُلْحَمِيِّ هَكَذَا، ثُمَّ قَالَ لَهُمْ: وَحَدَّثْنَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَيُّوبَ اللَّخْمِيِّ الطَّبَرَانِيِّ

آخِرُ الْجُزْءِ الثَّانِي مِنَ الْمَشْيَخَةِ الْبَغْدَادِيَّةِ، وَالْحَمْدُ للَّهِ أَوَّلًا وآخِرًا، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015