وهذا الشيخ العالم الزاهد صالح بن عبد الله بن جعفر بن الصبَّاغ الكوفي الحنفي ت (727) كان فريدًا في علوم التفسير وغيرها، وقد ألقى ((الكشاف)) للزمخشري دروسًا من صدره ثمان مرَّات، مع بحثٍ وتدقيق، وإيرادٍ وتشكيك (?) .
ذكر السخاوي في ((الضوء اللامع)) (?) في ترجمة الشيخ إبراهيم ابن محمد بن صدِّيق الحريري أنه لما جاور بمكة والمدينة، أقرأ البخاري أربع مرات بالمدينة، وبمكة أزيد من عشرين مرة.
وجاء في ((ترتيب المدارك)) (?) للقاضي عياض في ترجمة يحيى ابن هلال القرطبي ت (367) : أنه كان مقصودًا في السماع، دؤوبًا عليه، لم يُرَ في المحدّثين أصبر منه على المواظبة لذلك، كان يجلس كل يومٍ لاستماع ((المدوَّنة)) من الظهر إلى الليل، فيستوعب قراءتها كل شهرين، تمادى على ذلك عمره.
قال محمد بن محمد بن زَبَارة في ((مُلْحق البدر الطالع)) (?) عن