الليلة مع القافلة)) اهـ.

أقول: فلله تلك الهمم ما أسمقها وأعلاها‍! فهل سمعت بمثل هذه الهمم والعزائم؟ ‍! فاليومُ الثالث جميعُه في القراءة (من ضحوةِ إلى المغرب، ومن المغرب إلى الفجر) ، فبمثل هذه الهمة بلغ الخطيب إلى ما بلغ، حتى دُعي بـ ((حافظ المشرق)) ، وصار بمثل هذه الهمة عمدة المحدثين ومعوّلهم، بل صاروا عِيالاً على كتبه كما قال ابنُ نقطة (?) .

- ما قيل حول هذه القصة.

قال الحافظ الذهبي في ((السِّير)) (?) -معلِّقًا-: ((قلت: هذه والله القراءةُ التي لم يُسْمَع قطُّ بأسْرَعَ منها)) .

وقال -أيضًا- في ((تاريخ الإسلام)) (?) : ((وهذا شيءٌ لا أعلمُ أحدًا في زماننا يَسْتَطيعُه)) .

وفي ((الجواهر والدرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر)) (?) للسخاوي، أنه سأل شيخه -أي ابن حجر- ((هل وقعَ لكم استيفاءُ يومٍ في القراءة؟ (يعني: مثل ما وقع للخطيب) فقال: لا، ولكن قراءتي ((الصحيح)) في عشرة مجالس لو كانت متواليةً لنقصت عن هذه الأيام، ولكن أين الثريَّا من الثرى، فإنّ الخطيب -رحمه الله- قراءته في غايةٍ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015