ولا ريبَ أن هذا التنوع المعرفي لم يتَّأتَّ من فراغ وبطاله، ولكنه جُمِع بطول السَّهر، واغتنام العمر، ومنادمة الكتاب والاستِغناء به عن الصّحاب والأحباب.
وإن تَعْجَب فَعَجَبٌ ما وجدته في تراجم بعض العلماء، وما ذُكر من سَعَة اطلاعهم وتنوُّع معارفهم، بل تصريح جماعةٍ منهم بمعرفتهم لعلومٍ لا يعرفها أهلُ عصرهم، بل لا يعرفون أسماءها!! وإليك ما وجدت:
1- كان ابن الخشَّاب النحوي الحنبلي ت (567) يقول: إني متقنٌ في ثمانية علوم، ما يسألني أحدٌ عن علم منها، ولا أجد لها أهلاً!! (?) .
2- وكان أبو البقاء السُّبْكي ت (777) يقول: أعرف عشرين علمًا، لم يسألني عنها بالقاهرة أحد (?) !!.
3- وقال محمد بن أبي بكر بن جَمَاعة ت (819) : أعرف خمسة عشر علمًا، لا يعرف علماء عصري أسماءها!! (?) .
4- ويُروى أن محمد بن أحمد بن عثمان بن عليم المالكي ت (842) قال: أعرف عشرين علمًا ما سُئلْتُ عن مسألةٍ منها!! (?) .
5- وكان أحمد بُو نافع الفاسي ت (1260) يقول: عندي أربعة