حِرْصٍ على العلم، فاقتفوا أثره، وضربوا أمثلة نادرة في الحرص عليه والتفاني من أجله.

فهذا عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- كان إذا تلى قولَه تعالى: (وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا) قال: ((اللهم زِدْني عِلْمًا وإيمانًا ويقينًا)) (?) .

وقد بلغ -رضي الله عنه- من شِدَّة اجتهاده وطلبه أن قال: ((والله الذي لا إله غيره، ما أُنزلت سورةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم أين نزلت، ولا أنزلت آيةٌ من كتاب الله إلا أنا أعلم فيمن أُنزلت، ولو أعلم أحدًا أعلمَ مني بكتاب الله تبلُغُه الإبل لركبتُ إليه)) (?) .

وهذا أبو هريرة -رضي الله عنه- حافظ الصحابة يصفه - صلى الله عليه وسلم - بالحرص على العلم، فقد عَقَد البخاريُّ في ((صحيحه)) (?) : (بابٌ الحرصُ على الحديث) وذكر فيه حديثَ أبي هريرة -رضي الله عنه- وسؤاله النبي - صلى الله عليه وسلم - عن أسْعد الناس بشفاعته؟ وقوله له: ((لقد ظننتُ يا أبا هريرةَ أن لا يسألني عن هذا الحديثِ أحدٌ أوَّلَ منكَ، لِمَا رأيتُ من حِرْصِكَ على الحديثِ ... )) .

قال البدر العيني في ((عمدة القاري)) (?) : ((فيه الحرص على العلموالخير، فإن الحريص يبلغ بحرصه إلى البحث عن الغوامض ودقيق المعاني، لأن الظواهر يستوي الناسُ في السؤال عنها، لاعتراضها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015