والمكتبة الضخمة، وأبا العلاء الهَمَذَاني (569) العلامة المتفنن، عاشق الكتب، والوزير الصالح العالم ابن هُبَيرة (?) (560) صاحب الأيادي البيضاء على العلم والعلماء، وغيرهم، فماذا نقول إذًا في عصرٍ قد اجتمع فيه إلى ضعفِ الهِمَم، وخَوَر العزائم، سَيْلٌ هادر من المُلْهِيات والمشغلات عن القراءة، بل عن العلم جملةً!!.
وسنفقد المزيدَ من هذا التراث إذا نحن انسقنا أمام تلك المُلْهيات، وشغلتنا تلك الصوارف بِبَرِيْقها وبَهْرجها، فيا لها من خسارةٍ فادحة وغَبْن عظيم!! فهل يجوزُ لطالبِ علمٍ أن يكون مُعِينًا -ولو بأقلِّ القليل- على ضياع شيءٍ من هذا التراث؟!.
كلاَّ!!.
- 5 -
قسَّمت هذه الرِّسالة إلى فصول:
الأول: في الحثِّ على الازدياد من العلم والتبحُّر فيه.
الثاني: حرص العلماء وشغفهم بالكتب، قراءةً وتحصيلاً.
الثالث: في قراءة المطوَّلات في مجالسَ معدودة.
الرابع: في تَكْرار قراءة الكتاب الواحد المرات الكثيرة.
الخامس: في تدريس الكتاب الواحد المرات الكثيرة.
السَّادس: في نَسْخ الكُتُب وما تحمَّلوه في ذلك.