بعد أن بين أن الأصل في الضرب الجلد ذكر أن من معانيه السيّر، يقال: ضرب في الأرض، أي سار، وأضرب فلان عن الأمر: كفّ الخ.
ثم تناول هذه المادّة في ضوء القرآن الكريم، فقال:
«ذكر أهل التفسير أن الضرب في القرآن على ثلاثة أوجه:
أحدها: السيّر، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: إِذا ضَرَبْتُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ (?) .. وَإِذا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ (?) وفي المزمّل: وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ (?) والثاني: الضرب باليد وبالآلة المستعملة باليد، ومنه قوله تعالى في سورة النساء: وَاضْرِبُوهُنَّ، (?) وفي الأنفال: فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْناقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنانٍ (?)، وفي سورة محمد عليه السّلام: فَضَرْبَ الرِّقابِ (?).
والثالث: الوصف، ومنه قوله تعالى في سورة البقرة: إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها (?)،