عليه وسلم (طلقها) رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن صحيح.
وعن أبي الدرادء رضي الله عنه أن رجلاً أتاه فقال إن لي امرأة وإن أمي تأمرني بطلاقها فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (الوالد أوسط أبواب الجنة فإن شئت فأضع ذلك الباب أو احفظه) رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح. وفي الباب أحاديث كثيرة في الصحيح مشهورة منها حديث أصحاب الغار وحديث جريج وأحاديث مشهورة في الصحيح حذفتها اختصاراً.
وأما أدلة تحريم العقوق فهي كثيرة ومنها ما يلي:
عن أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ألا أنبئكم بأكبر الكبائر ثلاثا" قلنا بلى يا رسول الله قال "الإشراك بالله وعقوق الوالدين" وكان متكئا فجلس فقال "ألا وقول الزور وشهادة الزور" فما زال يكررها حتى قلنا ليته سكت متفق عليه.
وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (الكبائر الإشراك بالله وعقوق الوالدين وقتل النفس واليمين الغموس) رواه البخاري. وعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من الكبائر شتم الرجل والديه) قالوا يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه قال (نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه) متفق عليه , وفي رواية (إن من أكبر الكبائر أن يلعن الرجل والديه) قيل يا رسول الله كيف يلعن الرجل والديه قال (يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه). وعن أبي عيسى المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إن الله تعالى حرم عليكم عقوق الأمهات ومنعاً وهات ووأد البنات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال) متفق عليه. وقوله منعاً معناه منع ما وجب عليه وهات طلب ما ليس له ووأد البنات معناه دفنهن في الحياة , وقيل وقال معناه الحديث بكل ما يسمعه فيقول قيل كذا وقال فلان كذا مما لا يعلم صحته ولا يظنها وكفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع وإضاعة المال تبذيره وصرفه في غير الوجوه المأذون فيها من مقاصد الآخرة والدنيا وترك حفظه مع إمكان الحفظ , وكثرة السؤال الإلحاح فيما لا حاجة إليه.
تعريف البر وتعريف العقوق:
البر هو الإحسان أو بمعنى آخر البر هو إيصال الخير بقدر ما تستطيع وكف الشر, واعلم أن غاية البر ونهايته هي رضا الوالدين إذ الإحسان موجب وسبب والرضا أثر ومسبب فكل ما أرضى الوالدين فإنه داخل في البر وكل ما يسخطهما فهو عقوق ولكن ذلك مقيد في غير معصية الله.
أما العقوق فهو الإساءة وتضييع الحقوق , وعقوق الوالدين أو أحدهما هو من الكبائر بلا شك، وهو مأخوذ من العق , وهو لغة القطع والمخالفة، وشرعاً قيل ضابطه أن يفعل معه ما يتأذى به والديه أو أحدهما تأذياً ليس بالهين.
مظاهر العقوق:
إبكاؤهما وتحزينهما مباشرة أو بالتسبب , ونهرهما وزجرهما والتأفف والتضجر من أوامرهما , والعبوس وتقطيب الجبين أمامهما والنظر إلى الوالدين شزراً أو الأمر عليهما , وانتقاد الطعام الذي تعده الوالدة , وترك مساعدتهما في عمل المنزل , والإشاحة بالوجه عنهما إذا تحدثا وقلة الاعتداد برأيهما , وترك الاستئذان حال الدخول عليهما وإثارة المشكلات أمامهما وذم الوالدين عند الناس والقدح بهما وذكر معايبهما وشتمهما ولعنهما مباشرة وبالتسبب , وإدخال المنكرات للمنزل ومزاولة المنكرات أمام الوالدين وتشويه سمعة الوالدين وإيقاعهما في الحرج , والإثقال عليهما بكثرة الطلبات , وتقديم طاعة الزوجة على طاعة الوالدين , والتخلي عنهما وقت الحاجة أو الكبر والتبرؤ منهما , والحياء من ذكرهما ونسبته إليهما والتعدي عليهم بالضرب , وإيداعهم دور العجزة والملاحظة