فأخذ بيدي فذهب بي إلى منزله فدعا ابنا له فقال: احفر في هذه الزاوية.
فحفر فأخرج منها جرة فيها ثلاثون ألف درهم فقال: اعدد منها عشرة آلاف.
فقال: خذها واستعن بها على زمانتك.
ثم قال: اعدد منها عشرة آلاف أخرى.
فقال: فعد منها عشرة آلاف فقال: اجعلها في فقراء جيرانك وقرابتك.
قال: فلما أردت أن أنصرف، قلت: أخبرني كيف دعوت علي؟ .
قال: إذا أخبرتك لما ضربت رأسي وأخذت السمكة، نظرت إلى السماء وبكيت فقلت: «ربي هذا عدل منك خلقته وخلقتني، وجعلته قويا وجعلتني ضعيفا، ثم سلطته علي، فلا أنت منعته من ظلمي، ولا أنت جعلتني قويا فأمتنع من ظلمه، فأسألك بالذي خلقته وخلقتني، وجعلته قويا وجعلتني ضعيفا، أن تجعله عبرة لخلقك» ونحو ما قال.