لا يكثر والله المنصور الإحياء بعد يومه هذا.
فمات المنصور من يومه أو غده ولم يصل إلى البيت.
110 - الدولابي قال: أخبرني أبو العباس محمد بن إسحاق البغوي، قال: حدثني إبراهيم بن هاشم، قال سمعت مؤمل بن إسماعيل يقول: كنا جلوسا مع سفيان الثوري في المسجد، وكان أبو جعفر المنصور قد خرج تلك السنة حاجا، فجاءنا الخبر من فيد أنه قد وردها.
فقال سفيان: ليس يدخلها يعني مكة.
قال: ثم جاء خبره من ذات عرق، فقال سفيان: ليس يدخلها.
فجاءه خبره من البستان، وتأهب الناس لدخوله فقال سفيان: ليس يدخلها.
فلما كان من الغد دخل به ميتا، سبحان الحي الذي لا يموت، المنفرد بالعظمة والبقاء، قاهر الجبارين وجميع المخلوقين بالموت والفناء، زهدنا الله فيما كانوا فيه راغبين، وغفر لنا إنه هو الغفور الرحيم.
كذا بخط يونس.
111 - قال أبو أحمد: كان نصر بن منصور قد حبس اثني عشر رجلا لبغي لحقهم ولحقني معهم، فلما كان من الليل وكنت أحد المحبسين رأيت رجلا منهم قد قام فأسبغ الوضوء، ثم صلى وقال بعدما صلى: «يا معروفا بالمعروف، يا من هو موضع لكل معروف، يا من هو بالمعروف موصوف، فرج عني» .