النجاشي عوداً من الأرض وقال: "ما زاد على ما قاله عيسى مثل هذا العود" فنخرت بطارقته (أي تكلمت مع غضب ونفور) فقال: "وإن نخرتم". وقال للمسلمين: "أذهبوا فأنتم آمنون" وكتب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إني أشهد إنك رسول الله، صادق مصدق، وقد بايعتك وبايعت ابن عمك جعفر بن أبي طالب، وأسلمت لله رب العالمين". وكان - رضي الله عنه - رداءاً للمسلمين نافعاً حاكماً بالقسط، مات بأرض الحبشة في رجب سنة تسع، وقيل قبل الفتح.
عن عبد اله بن عتبة، عن ابن مسعود قال: "بعثنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى النجاشي ونحن نحوا من ثمانين رجلاً فيهم عبد الله بن مسعود، وجعفر، وعبد الله بن عرفطة وعثمان ابن مظعون، وأبو موسى، فأتوا النجاشي".
وبعثت قريش عمرو بن العاص وعمارة بن الوليد بهدية، فلما دخلا على النجاشي سجدا له، ثم ابتدراه عن يمينه وعن شماله، ثم