التبشير والاستشراق في توجيه الشعوب الإسلامية، حتى نحاول أن تلقاها، فضلاً عن أن يكون لقاؤها إياها ضعيفاً أو قوياً. فالأزهر الشريف - وهو أكبر المؤسسات الإسلامية في الشرق وفي العالم الإسلامي - لم يخرج برسالته كثيراً عن أن يكون ترديداً للخلف عن السلف. وجمعية الشبان المسلمين تقليد لجمعية الشبان المسيحية في جانب واحد وهو ممارسة الرياضة، ومع هذا لا تقلد جمعية الشبان المسيحية في جعل الرياضة وسيلة للتهذيب الديني، وإن عقدت اجتماعات دينية فينقصها عنصر الجدية وحرارة الإيمان، هذا بالإضافة إلى أن جمعية الشبان المسيحية جزء من النظام العالمي وهي تخضع في مجموعها إلى الكنيسة".
وهم يتجهون دائماً في عملهم التبشيري الفردي إلى إدعاء أن القرآن الكريم موضوع وليس موحى به من الله، وإلى أن الفلسفة العربية أفكار يونانية كتبت بأحرف عربية، وأن اللغة العربية لم تعد صالحة اليوم لاستيعاب كل الأغراض، بدليل الكلمات الأجنبية الدخيلة على العربية، كما يجتهدون في إحياء الشعوبية بين الدول الشرقية: الفرعونية في مصر، والأشورية في العراق، والبربرية في شمال أفريقية، والفينيقية على ساحل فلسطين ولبنان، ويفضلون اللغة الفارسية في إيران - كلغة آرية - على اللغة العربية - كلغة سامية.
وكان لهذا الاتجاه الجديد الأثر السيئ في بلادنا إبان الثورة "ثورة 23 يوليو المجيدة"، إذ دفع جماعة من أقباط مصر إلى تشكيل هيئة دينية سرعان ما سرت في كل أنحاء الوادي باسم "جماعة الأمة القبطية" حوالي سنة 1954، وقد بدأت في أسيوط، وكانوا