الغربي وأنه لم «يكن سوى رجل ينذر» ، وأنه «كان يجب تنبيهه على الجوانب السياسية الدينية» (?) . ومع ذلك يقول (وات) : «لم يكن يمكن استمرار الفصل بين رسالة النبوّة ووظيفة القائد السياسي في الظروف المشار إليها، أي في مثل نظرة العرب لما يحدد صفات الفضل والكفاءة الضرورية للحكم. فأيّ إنسان كان في استطاعته فيما بعد انتهاج سياسة تكذّبها كلمة من الله أو حتى من نبيّه؟ وهكذا تكون الإشارة إلى الآلهة بداية معارضة القرشيّين العنيفة، كما أن سورة الكافرين وإن بدت دينية صرفة، فهي حثّ لمحمد على فتح مكة» (?) .

ونحن نقرأ في هذا الصدد هذه المقولة كذلك: «إن السبب الأساسيّ في المعارضة كان من دون شكّ أنّ زعماء قريش وجدوا أن إيمان محمد بأنّه نبيّ ستكون له نتائج سياسية، كانت السنة العربية القديمة تقول: إن الرئاسة في القبيلة يجب أن تكون من نصيب أكثر الرجال حظا من الحكمة والحذر والعقل، فلو أن أهالي مكّة أخذوا يؤمنون بإنذار محمد ووعيده وجعلوا يستفسرون عن الطريق التي يجب أن تدار بها شؤونهم فمن ذا الذي يحق له نصحهم غير محمد نفسه» (?) ؟

فإذا كان زعماء قريش قد أدركوا العلاقة بين الدين والسياسة، بين الدعوة والقيادة، فكيف لم يدرك محمد ذلك وهو أكثر من أي قرشي آخر حظا «من الحكمة والعقل» كما يعترف (وات) نفسه؟!

كما أنه يعود إلى مسألة الضرورات المرحلية، إلى درجة أنه يوحي للقارئ بأن القرآن الكريم كان يتحايل على قريش خشية الارتطام بها،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015