وانطلاقا من إسقاط المفهوم الغربي الخاطئ للدين على وقائع السيرة، نلتقي بحشد من الاستنتاجات والتحليلات الخاطئة التي يعتمدها (وات) ، وإن كانت بشكل عام أقلّ حدة مما نجده لدى المستشرقين الآخرين..
لكنها على أية حال تمثل ارتطاما بحقائق النبوة، ولا يمكن معها للعقل المسلم إلّا أن يرى فيها سذاجة وجهلا، أو خبثا ومكرا.. فنحن نقرأ عبارات كهذه يمكن أن تكون مناقشتها ضربا في غير هدف، أو اعترافا على الأقل بجدّيتها التي يجب ألّا تخلع عليها أبدا حتى على المستوى الأكاديمي.. فما كان الدين الإسلامي وأسسه العقيدية، على وجه الخصوص، حقلا لمماحكات الأكاديميّين وتجاربهم الفكرية في شرق أو غرب: «لقد تملكت محمدا، منذ وقت مبكر عقيدة أن الكلمات التي تصل إليه هي وحي من الله، مهما كانت الصورة الدقيقة لتجربته الأولى في تلقي الوحي.. وقد أظهر الإيمان بذلك منذ البداية في دعوته العامة» (?) .
ونقرأ «على المؤرخ أن يعترف بصدق محمد المطلق في اعتقاده بأن الوحي كان يأتيه من الخارج، وأنه يمكن أن يكون قبل نزول الوحي قد سمع من بعض الأشخاص قسما من القصص التي يذكرها القرآن، وعندئذ يترك المؤرخ الموضوع إلى الفقهاء ليقوموا بنوع من التوفيق» (?) .
ونقرأ «كما نرى أثر الشك في اليوم الآخر وراء السؤال الموجّه إلى محمد:
(يَسْئَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْساها) ، ويردّ القرآن على هذا السؤال، أو يتحاشى الرد لأنه يمكن أن يحدث بلبلة لمحمد، وهذا هو الهدف من سؤاله» (?) .