«وتشجيع ورقة مهم، ليس هناك من سبب للشكّ (لاحظ العبارة) في صحة الجملة بصدد الناموس، واستعمال اللفظ الذي لا يرد في القرآن بدلا من لفظ (التوراة) القرآني دليل على صحة القول.. أن النص الذي يجمع بين محمد وورقة أفضل من النص الذي يجعلهما لا يلتقيان ... وتعد كلمة (ناموس) عادة مشتقة من كلمة (nomos) اليونانية، وهي تعني إذن: الشريعة أو الكتب المقدّسة، وهذا يتفق تماما مع ذكر موسى. وقد أبدى ورقة ملاحظة بعد أن أخذ محمد يتلقى الوحي؛ وهي تعني أن ما نزل على محمد مماثل لكتب اليهود والمسيحيين المقدسة. كما أن محمدا سمع ما يوهمه بأنه مؤسّس أمّة ومشرع لها، وإذا كان محمد كما يبدو مترددا بطبعه (!!) فإن هذا التشجيع بإقامة بناء ضخم على تجاربه يرتدي أكبر أهمية لتطوّره الداخلي» (?) .
وإذا كان (وات) في النصّين السابقين يلمّح، فإنه في النص التالي يصرّح بأبعاد العلاقة بين محمد صلى الله عليه وسلم وورقة بن نوفل: «يبدو ورقة من بين الذين اتصل بهم محمد بسبب معرفته بكتب المسيحية المقدسة. ومن الأفضل الافتراض (لاحظ التعبير) بأن محمدا كان قد عقد صلات مستمرة مع ورقة منذ وقت مبكر، وتعلّم أشياء كثيرة، وقد تأثّرت التعاليم الإسلامية اللاحقة كثيرا بأفكار ورقة. وهذا ما يعود بنا إلى طرح مشكلة العلاقة بين الوحي الذي نزل على محمد والوحي السابق له» (?) .
وليس ثمة من داع لمناقشة هذه الافتراضات التخمينية، فيكفي أنها لم ترد لتأييدها أية رواية تاريخية على الإطلاق.. ويكفي أن تكون إفرازا لظنون جاهلية ما كانت بقادرة على تصوّر نزول وحي مستقل جديد من السماء.. أو ظنون طائفية متعصّبة تتشبّث- لسبب مكشوف- بالتصور الجاهلي ذاته ...
ويكفي أنه ليس بمقدور أحد على الإطلاق أن يعثر على رواية تاريخية أو