إلى التعرف على أنشطته ذات العلاقة بالتنصير، ثم أذكر آثاره المباشرة في التنصير، ثم غير المباشرة، مغفلا آثاره الأخرى رغم أهميتها؛ لأني أفضل الإيجاز، وعدم تكرار ما ذكره من أنقل عنهم، وأكتفي بالإحالة إليهم. وإذا لم أجد للمستشرق آثارا مباشرة في التنصير أو غير مباشرة ولكنها مساعدة أو مساندة، نصصت على ذلك، مثل شكل الكتابات عن النصرانية بأي شكل من أشكال المعالجة.

وكانت أدوات تعرفي على المستشرقين المنصرين تنحصر في المراجع التي كتبت عنهم، فأسجل الاسم من هذه المراجع ثم أترجم له من الموسوعتين، مركزا على موسوعة العقيقي لشموليتها، ثم إنه كان لا بد لي أن أضع افتراضات استشف من خلالها من كانت لهم إسهامات تنصيرية من المستشرقين، فافترضت أن كل من كانت له علاقة مهنية مباشرة مع الكنيسة فهو منصر من وجه من الوجوه، ويتضح هذا بجلاء مع أولئك الذين تسنموا مناصب كنسية دينية كالأب والقديس والأسقف والمطران والبطريرك، ولا يستقيم عندي أن يعمل أي شخص في خدمة الكنيسة خدمة دينية دون أن يكون من مهماته نشر تعاليم الكنيسة على أتباعها وغير أتباعها، وهذا مفهوم من مفهومات التنصير.

وكان لا بد لي أيضا من أن أتعامل مع التنصير في مفهومه الأشمل الذي يتضمن الدعوة إلى الكنيسة بين الأتباع وغير الأتباع، وهذا يعني لي أنه ليس بالضرورة أن يكون المستشرق منصرا في الشرق، بل إني ربما أدرجت مستشرقين منصرين من الداخل، أي من داخل الكنيسة نفسها، وإذا ذكرت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015