مراحل وفي بطء، بفضل توثق صلاتها بالشرق عن طريق التجارة والرحالة والسفراء كوصف السفير ميخائيل جو بجوريث القاهرة (القرن الخامس عشر) وصدور كتاب وصف الإمبراطورية العثمانية القائد روسي قضى في المشرق عشر سنوات (نهاية القرن السابع عشر) وبعد أخذ الغرب بالاستشراق أخذاً علمياً عندما نظمت فرنسا بعثة فتيان اللغات (1699) وأنشأت النمسا مدرسة لتعليم السفراء والتجار اللغات الشرقية (1753) فأرسل بطرس الأول خمسة من طلاب موسكو يتعلمون اللغات الشرقية في الشرق، وجرت الملكة كاترين الثانية مجراه فأمرت بتعليم العربية (1769) ثم التترية في مدرسة قازان إعدادا للتراجمة. واتصلت روسيا بالمدرسة الهولندية الاستشراقية وأفادت منها كما أفادت من قيام مجمع العلوم الروسي الذي على بعض أعضائه بالاستشراق من أمثال باير (1694 - 1738) رضي الله عنهayer فقد درس اللغات السامية وجمع بعض المواد العربية التي فتحت الباب لمن جاء بعده، ثم العالم كير (1692 - 1740) Kehr أحد مترجمي وزارة الخارجية الروسية ومن أوائل المستشرقين الذين بدأوا تدريس العربية في موسكو واهتدوا إلى حل الخط الكوفي. والمستشرق الألماني ميخائيليس (1717 - 1790) Michaelis الذي قصد موسكو ودرس العربية فيها. بيد أن نشاط هؤلاء المستشرقين وأثر الذين وفدوا على الشرق العربي وكتبوا عنه كالربان بلشكين الذي طوف بلبنان وسوريا وفلسطين وألف عنها كتابا بعنوان: ذكريات. والقائد البحري كوكوفتسوف (1745 - 1793) مصنف كتاب المغرب (1786 - 87) ظل قليلاً شأنه بحيث إن صدور القرآن الكريم، على نفقة كاترين الثانية (بطرسبرج، 1787 - 85 - 90 - 93 - 96 - 98، وقازان 1801) لأسباب سياسية كاد يمر دون أن يشعر به أحد على حين أحدث ضجة في أوربا جمعاء.
لم يصبح الاستشراق علماً قائماً بذاته إلا على أثر تطبيق النظام الجامعي (1804) الذي أدرج اللغات السامية: العربية والفارسية والتركية والمغولية وغيرها في في مناهج المعاهد العليا.