برومه مدة طويلة أهمية خاصة إذ وجد الكثير من المجموعات النادرة، واتصل ببعض اللبنانيين الذين كانوا هناك فتعلم اللغة العربية العامية. وعند عودته (1783) عين أستاذة اللغة السريانية فكرس وقتا طويلا في مقارنة اللغتين السريانية واليونانية بنصوص التوراة العبرية. أما في العلوم العربية فقد شرح بعض الكتب التي كان يدرسها في رومه، وكتب في تاريخ الدروز. ونشر عدة مصنفات عن المسكوكات وكتابتها. ووضع رسماً لتاريخ النقود العربية وعلى الأخص النقود الكوفية. ونشر تاريخ أبي الفداء، في خمسة مجلدات، عن المخطوطات والأوراق التي تركها المستشرق الألماني رايسكه عند موته (1789 - 94).
بدأ دراسته في جامعة كوبنهاجن (1838) وعكف في الوقت نفسه على تعلم اللغات الشرقية فنال منها قسطا وافرة على مونراج - وهو دانمركي أصبح فيما بعد كاهنا واشتغل بالأمور السياسية فأظهر براعة فائقة وكتب عنها كتابات نفيسة - وبعد أن تخرج من الجامعة ذهب إلى ألمانيا (1843) ودرس اللغة العربية على فلايشر، ونال الدكتوراه من كييل (1845) على رسالته عن خطاب العلامة نصيف اليازجي اللبناني إلى العلامة دى ساسي، متناً وترجمة ألمانية، وقد أعيد طبعها مع إضافات كثيرة (ليبزيج 1846 - 48) وفي سنة 1851 سمي محاضراً بجامعة كوبنهاجن، ثم أستاذاً فيها (1854) فأسهم كثيراً في تحسين دراسة اللغات الشرقية الحديثة والحياة الفكرية العربية، والعلوم الإسلامية، وقد رحل في سبيلها إلى مصر.
آثاره: وفيرة، متنوعة نفيسة، من أشهرها: فهرس المخطوطات الشرقية في المكتبة الملكية بالدانمرك، وصف فيه 309 مخطوطات عربية، و 143 فارسيًّا، و 24 تركيًّا، و 13 هندوستانيًّا. مع مسرد بأسماء الكتب والمؤلفين، في 188 صفحة (كوبنهاجن 1851) وكتاب المنقولات من تلخيص المفتاح وشرحه المختصر تليها منقولات في عقود الجمان وعلم البلاغة جمعها بايعاز من الجمعية الشرقية، وألحقها بذيل أدبي تاريخي في بلاغة العرب، بالألمانية، أبدع فيه أيما إبداع (كوبنهاجن- فيينا 1853) ونشر دراسة عن كتب الجغرافيين العرب