مسلم. وبلغ كثيرون من الحراكسة واليونان والإيطاليين والألبانيين والسلاف والأرمن أعلى مراكز الدولة ومنها الصدارة العظمى. كما خلف العثمانيون الخلافة الإسلامية وأخذوا عنها الإسلام والأبجدية - وكانت حروفهم سريانية - وألوف المصطلحات الدينية والشرعية والعلمية والأدبية. وهزم بايزيد الثاني (1481 - 1512) أخاه جم فاستسلم إلى فرسان القديس يوحنا في رودس (1482) وأدي لهم السلطان 45 ألف دوقة سنوياً لئلا يشجعوه على المطالبة بالعرش أو يتخذوه عوناً في حرب صليبية على الأتراك. فنقلوه إلى فرنسا. ثم إلى الفاتيكان (1489) فأسرع السلطان بإرسال مرتب ثلاث سنوات إلى البابا، ثم رأس حربه أكد له أنه هو الذي نفذ في جنب المسيح (1492) وقد استعان البابا الكسندر ببايزيد الثاني على فرنسا (1494) إلى أن أرغمه الانكشارية - وأصلهم من أسرى الدول الأوربية أو الرقيق أو الجزية مكنوا للسلطنة طوال ثلاثة قرون - على التخلي عن العرش. وخلفه ابنه سليم الأول (1512 - 1520) فاستولى على تبريز وجزء من أرمينيا (1515) وسوريا (1516) ومصر (1517) وأجلى خير الدين بروسا وأخوه، وكانا عثمانيين من أصل يوناني، الإسبان عن الجزائر ووهباها للسلطان (1518) وفي زمن سليمان القانوني (1520 - 1566) أخضعت أكثر بلاد المجر، وفتحت رودس آخر المعاقل الأوربية في شرقي البحر المتوسط (1522) واعتقل بعض الجواسيس العثمانيين في رومة فبلغ الهلع بين سكانها مبلغاً ذكرهم بهنيبعل بعد انتصاره في كاناي (216 ق. م) - ولكن نهب رومة لم يأت على يد العثمانيين بل بإيعاز من ملك إسبانيا فغزاها زعيم تيرولى بجيش من المرتزقة الألمان والجنود الإسبان (1527) فانطلقوا يقتلون أهلها في البيوت والمستشفيات والملاجئ والمعابد، ويهتكون أعراض المحصنات، وينهبون الكنائس والأديار، ويحولون بعضها إلى اسطبلات، ويجردون الفاتيكان من كنوزه، ويركبون من وقع في أيديهم من الأساقفة دواب قذرة ووجوههم نحو ذيولها وعليهم شارات مناصبهم - واحتل بييري رئيس، وهو أمير بحر عثماني من أصل أوربي عدن (1547) ومسقط (1551) وأخضع سنان باشا الألباني طرابلس الغرب (1551) واليمن (1568) وتونس (1574) فامتدت سلطنة العثمانيين من الدانوب إلى دجلة ومن القرم حتى شلال النيل الأول.