ليدن عين أول أستاذ للعربية في جامعتها (1613) فاستعان بمغربي لتدريس لهجاتها العامة. ثم بلغه أن دى بريف أنشأ مطبعة عربية في رومة فقام هو وأنشأ مطبعة في داره أنفق عليها الكثير من ماله - هي دار بريل اليوم - فأصبح في كرسيه ومطبعته صاحب مدرسة جديدة أشبه بمدرسة دي سامي، مع فارق الزمن، وعد بحق مؤسس النهضة الاستشراقية في هولندا.
آثاره: صنف كتاباً في قواعد العربية واللاتينية بعنوان المقدمة الأجرومية (ليدن 1916 - 56 - 1374 - 67، وبالرمو 1796، وباريس 1844، وظل يدرس في أوربا طوال قرنين من الزمن) ونشر العوامل المائة في النحو للجرجاني (ليدن 1615) وأمثال لقمان وبعض أقوال العرب، ومنتخبات من الحماسة لأني تمام، متنا وترجمة لاتينية (ليدن 1615 - 36) وتاريخ ابن العميد المعروف بابن المكين، متنا وترجمة لاتينية (ليدن 1925، ثم نشر القسم الإسلامي من تاريخ ابن المكين، متناً وترجمة لاتينية، ليدن 1645) وقيل إنه ترجم القرآن.
ولد في لاهاي، وأخذ العربية عن إربانيوس، في جامعة ليدن فحثه على دراسة العلوم الرياضية والطبيعية والفلكية عند العرب وتصحيح الترجمات اللاتينية في النصوص اليونانية على أساسها. ثم اصطحبه سفير هولندا إلى المغرب الأقصى مترجماً ومهندساً لإنشاء ثغر تأوي إليه السفن الهولندية، وقد عاد منه بمخطوطات وفيرة، وخلف أستاذه في جامعة ليدن (1622) ثم ارتحل إلى الشرق الأدنى (1925) حيث قضى أربع سنوات بين آسيا الصغرى والقسطنطينية، وكان له فيها أخ من الرهبانية الكرملية - قضى حياته في الشرق وترجم كتباً مسيحية بالعربية - فساعده على شراء المخطوطات والكتب النادرة فعاد مثقلاً بها، فما كان قد دفع ثمنه من جيبه الخاص فقد اقتناه لنفسه، وما كان قد اشتراه من مال الجامعة فقد دفعه إليها. ورجع إلى مزاولة تدريس العربية بليدن دون أن يقطع صلته بالعرب الذين لقيهم في رحلاته أو نزلوا في هولندا، حتى وفاته.
آثاره: نشر أمثال على بن أبي طالب، وفيها خطبة لشيخ ابن سينا، وأمثال الطغرائي (ليدن 1629) وعجائب المقدور في أخبار ونوائب تيمور لابن عربشاه الدمشقي (ليدن 1936، ثم ترجم إلى الفرنسية 1958، ونشره منجر، متناً وترجمة