الفصل الحادي عشر
النمسا
بلغت الدولة العثمانية، في زمن سليمان القانوني (1520 - 1566) فيينا: عاصمة النمسا. وضربت الحصار عليها (1529 و 1683) وهزمتها مع روسيا (1735 - 1739) وطفقت تتدخل في سياسة أوربا تدخلا أشعر أقطارها جميعاً بأن توازنها يتوقف على قوة النمسا في رد هجمات العثمانيين والتفاهم معهم (?) عن طريق البعثات الدبلوماسية إلى الباب العالي، فأسفر فردينان الأول (1503 - 1564) مؤسس الأسرة المالكه في النمسا، فون بوشبيك إلى الباب العالي فأقام في الآستانة سبع سنوات مجمع، في أثنائها، الوفير من المخطوطات الشرقية الفريدة.
جامعة فيينا (1364) Wien عنيت باللغات الشرقية، منذ قيام الأسرة المالكة، فاستدعى فردينان الأول المستشرق الفرنسي بوستل أستاذاً للعربية واليونانية فيها (1552) ونشرت الجامعة خطبته الافتتاحية باللغتين الفينيقية والعربية، فكانت من أوائل ما طبع بالعربية في البلاد الجرمانية. ثم تلتها هايدلبرج بعد 39 سنة. وممن ما استدعوا لتعليم العربية في الجامعة: جان جانتيلوني النمسوي حيث كان قد أتقن العربية في سالسبورج، ثم الأب أنطون عريضة اللبناني فصنف كتاب قواعد اللغة العربية لطلبتها الذين توافدوا عليها من كل صوب، بعد أن أضافت إليها الدراسات الإسلامية، واللغة التركية، وألسنية اللغات السامية، في المعهد الشرقي التابع للجامعة.
ثم أنشأت النمسا قسدين شرقيين في جامعتيها:
جراتس (1989) Graz