العربية (106) وخلع عليها هدريان اسمه عند ما زارها (130) ومنحها سبتيموس سفيروس لقب مستعمرة رومانية وجعلها حاضرة الإقليم (200) وأنعم فالريان على أذينة ابن السميذع زعيمها برتبة القنصلية (258) ولما أحرق الفرس أنطاكية وأسروا فالريان عند الرها (260) - وقد توفي في الأسر وحشي جلده وعلق على أبواب أحد المعابد - عهد خليفته جاليانوس إلى أذينة بقيادة الجيوش الرومانية في سوريا فحارب بها الفرس وغلبهم في طشقونه، واستعاد بلاد ما بين النهرين وتعقبهم حتى أسوار المدائن (261) فكافأته رومة بلقب المشيخة الرومانية (262) ثم بلقب إمبراطور فخرى، فحكم، مع اعترافه بسلطة الإمبراطور، الشرق الروماني ما خلا مصر وآسيا الصغرى. ولأمر ما سم وابنه في حمص (266) فارتقت أرملته زنوبيا - وهي الزباء في المصادر العربية، وأمها يونانية من ذرية كليوبطرة - العرش وصية على ابنها وهب اللات. وعندما رفض جاليانوس الاعتراف لابنها بألقاب أبيه سيرت قواتها ففتح قائدها زبدة مصر (270) واستولى على الإسكندرية وضرب نقوداً، عليها رأس وهب اللات بجانب رأس أورليان، وأرجع قوادها الآخرون الرومان إلى أنقرة فاستولت على آسيا الصغرى مما اضطر أورليان إلى الإقرار لابنها بألقاب أبيه، فطمعت ولقبت ابنها بأغسطس ونفسها بأغسطسة، وضربت نقوداً باسمها واسمه وقد حذفت رأس أورليان (271) فغضب أورليان واستعاد منها مصر، وغلبها على أمرها في أنطاكية وحمص، وحاصر عاصمتها فاستسلمت له واستولى على كنوزها وساق ملكتها مكبلة بسلاسل من الذهب فزينت موكبه في دخوله رومة (274) حتى إذا ثارت تدمر بالحامية الرومانية كر الإمبراطور عليها وأسلمها للنهب والخراب؛ فقضى على عروس الصحراء، ولم تقم لها من بعد قائمة إلا في بعض النشاط التجاري، والسور الذي بناه حولها ديوكليسيان وبضعة أبنية شيدها يوستنيان، وجر المياه إلى الحامية الرومانية فيها، ثم فتحها خالد بن الوليد (633) ورفع فيها الأمويون ثلاثة قصور، حتى إذا ثارت على مروان (745) دمرها تدميراً، وما فتئ الأثريون يكشفون عن روائعها، وآخرهم البعثة البولونية التي تنقب اليوم بين أطلالها.

لقد التقت في تدمر متاجر العجم والصين والهند وشبه الجزيرة العربية بمتاجر

طور بواسطة نورين ميديا © 2015