وجياداً. وأقامه أستاذاً للعربية والعبرية واليونانية في معهده، حيث تخرج عليه نفر من طلائع المستشرقين الأوربيين. ولسبب ما انقلب عليه، فهرب منه إلى مصر والقدس، وسوريا، ولبنان، والآستانة، حيث تضلع من العربية والتركية والعلوم الرياضية، وأعجب بالإسلام، ولما عاد إلى فرنسا شفعت له كاترين دي مديسيس، وعينته أستاذاً للرياضيات في جامعة باريس (1551) فأقبل الطلاب على محاضراته ولقبته الملكة مرجريتا دي نوفار وبأعجوبة العرش، وطفق الملك شارل التاسع يناديه بفيلسوفه الجليل. ثم استدعاه فردينان الأول ملك النمسا وعينه أستاذة للعربية واليونانية بجامعة فيينا (1552) فألقي خطبة الافتتاح فيها باللغتين الفينيقية والعربية فكانت ثاني كتاب طبع بالعربية في البلاد الحرمانية - بعد دليل الحج (ماينس 1486) - ثم عرفت مطابعها الحروف العربية في هايدلبرج بعد 39 سنة. ولم تطب له الإقامة في فيينا فغادرها ليلا إلى رومة ودخل أحد أديارها فطرده رهبانه لزعمه أن المسيح سيظهر ثانية في شخص امرأة، ورجع إلى فرنسا فاتهم بالعصيان الديني (1092) وسجن في الدير حتى وفاته فدفن بجوار هيكل كنيسة العذراء.
آثاره: أبجديات اللغات (باريس 1538) وقواعد اللغة العربية (1538) وتوافق القرآن والإنجيل (1543) وفتوح النساء (1553) ووصف دستور القدس (1553) وإبراهيم بطريرك الجزيرة (1553) واللغة العربية والفينيقية (فيينا 1553) وعادات وشريعة المسلمين (بواتييه 1560) ووصف القاهرة (نشرت وصفه أنجيلا كوداتزي، ميلانو، 1952). هذا خلا المخطوطات التي اقتناها أو انتسخها فترجع بعضها يونيوس في جامعة هايدلبرج.
طبيب دوق أورليان، تعلم العربية وبرع بها ونقل الكثير منها إلى الفرنسية.
آثاره: ترجم عجائب المقدور في أخبار تيمور لابن عربشاه (باريس 1936) وتاريخ ابن المكين، في ثلاثة أجزاء، وقد ذيله بتاريخ العرب في إسبانيا، نقلاً عن رودريك كزيمنس رئيس أساقفة طليطلة (?) بعد تحقيقه على ابن المكين