ظنها الفرنسيون ومن أخذ عنهم في الثقافة حياة الشرق وأضافوها إلى عجائب الرحلات واعتمدوها وصفا للفردوسى الأرضى - وكان العلماء وقتذاك يحددون مكانه - فصدقوا قول جالان في مقدمته من أن ألف ليلة وليلة هي «الشرق بعاداته وأخلاقه وأديانه وشعوبه من الخاصة إلى السوقة، والصورة الصادقة له، ومن قرأها فكأنه رحل إليه فسمعه ورآه ولمسه لمس اليد».

وهكذا باتت ألف ليلة وليلة أكثر ما تداوله القراء من كتب وحسنت في أعينهم جميعاً فكانت تعزية للحزاني وسلوى للمرضى وتنفيساً للعشاق وألعوبة للطروب وتفكهة للأمراء. وطال أثرها، فبطل رواية الزنبقة الحمراء جن جنونه حين وقع على خيانة صديقة له وما لتي سلوى إلا في ألف ليلة وليلة فقضى ليله يقرؤها حتى الصباح (?).

وسعي أدباء فرنسا لمحاكاتها فترجم دي لاكروا، زميل جالان، قصص سلطانة العجم، وقصص شيخ زاده (باريس 1707) ثم قصة ألف يوم ويوم (باريس 1710 - 12) ونشر غيره مغامرات عبد الله بن الحنف، ونظم كازوت سلسلة حكايات جاءت ذيلا لألف ليلة وليلة، وألف دي كاس كتابين في الأقاصيص الشرقية (باريس، 1743) وافتتن الغرب بها افتتاناً شديداً، وتسربت أغراض القصص الشرق إلى المسرح الفرنسي فكتب لاساج مسرحيات

طور بواسطة نورين ميديا © 2015