المئات من مصنفاتهم في: الدين والعلم والأدب والفن. ودرسوا نفراً منهم وترجموا هم وعددوا آثارهم ومآثرهم، كقول الدكتور عبد الرحمن بدوي في ماسينيون: "إن خسارة الدراسات الإسلامية بوفاة المستشرق العظيم. لويس ماسينيون لا تعد لها خسارة ... وله الفضل العظيم في تفسير نشأة التصوف الإسلامي ونموه تفسيراً مستمداً من أصول إسلامية خالصة ومن الكتاب والسنة على وجه التخصيص" (?).
ولم يحل اعتزاز علمائنا بشرقيتهم بينهم وبين الاعتراف بفضلهم - فعل غاندي، وما اعتز شرق بشرقيته مثله، فقد اعترف في مسيرته بقلمه، لاسير أدوين أرنولد بهديه إلى الحيتا من ترجمتها بالإنجليزية، ولبنيت بفتح تاريخ الهند المغلق، ولكارليل بإضاءة الإسلام وبطولة محمد (?) - بل إن السنة العربية التي قالت بطلب العلم ولوفي الصين على أيدي المجوس والمشركين والصابئة لتقتضينا أن نكون في طليعة المنصفين المقدرين الشاكرين، ولا سيما أن المستشرقين تناولوا اللغات السامية جميعها، وخصونا، بفضل الإسلام، بأوفر قسط، فهل قال فيهم الفرس والترك والأحباش والهنود - وقد أكرمت إحدى عشرة دولة المستشرق ادوارد جرانفيل براون بكتاب نفيس ضم قصائد قرضها شعراء إيران في مدحه - بعض ما يقوله كتابنا اليوم؟
وعرفت المؤسسات الرسمية، وفي بعضها نفر من أولئك الناقدين، لامستشرقين فضلهم، واستعانت بهم في مكتباتها: شترن، وشبيتا، وفولدرس، وموريتس، وشاده في دار الكتب المصرية. وفي متاحفها: الفرنسيون في المتحف المصرى منذ إنشائه حتى عام 1953. وفييت في دار الآثار العربية. وفي معاهدها: الإيطاليون والفرنسيون والبلجيكيون والاسبان والألمان والإنجليز وسواهم في الجامعة المصرية، ثم في غيرها. وفي مجامعها: خمسة أعضاء في المجمع اللغوي بمصر عند تأسيسه، وكثير في المجمع العلمي العربي بدمشق. وفي مؤتمراتها: حلقة المصطلحات العلمية ومهرجانات ابن سينا، والمتنبي، والبيروني إلخ. وفي مجلاتها: المقتطف، والهلال، والمشرق، والرسالة، والثقافة وسواها. وأجزلت عطاءهم وساوهم بأعلامها. وترجمت عنهم