الحفائر البريطانية في بلاد بابل بالقرب من ورقاء، فوجد في قبر نقشاً عربياً جنوبياً الشخص يدعى هنتشر بن عيسو.
ثم ابتاع الضابط الإنجليزي كوجلان من العرب مجموعة قيمة من الألواح البرونزية السبأية، واقنتى المتحف البريطاني أحجاراً من مأرب، وقطعاً من الكتابات تبلغ حوالي أربعين قطعة، وألواحاً من معابد عمران شمال غرب صنعاء.
وأول من عني ببحث هذه المجموعة هو ارنست أوزياندر (المجلة الشرقية الألمانية، 1856 - 65).
وقررت فرنسا (1869) إصدار مجموعة الكتابات السامية Corpus inscriptionum semiticarum فأوفد مجمع الكتابات والآداب يوسف هاليفي في بعثة إلى بلاد اليمن لجمع بعض نقوش لهذه المدونة (1870) ولقى ألواناً من العذاب، إلا أنه رجع منها بستمائة وستة وثمانين نقشاً لم يعرف العالم منها من قبل إلا خمسة عشر نقشاً. جمعها من سبعة وثلاثين مكاناً ونشرها مع تقرير عن رحلته وترجمة لها؛ فكان أول من فسر كتابات صنعاء وشرح رموز الخط المسماري فيها (المجلة الآسيوية 1872 - 77).
وفي عام 1870 رحل مالتزن إلى عدن وعكف على دراسة اللهجة العربية، فكشف عن لهجة عربية جنوبية هي لهجة مهري.
وفي عام 1880 رحل إدوار جلازر النسوي أستاذ اللغة العربية وفلكي المرصد القيصري بفيينا- من قبل مجمع الكتابات والآداب الفرنسي- إلى تونس فمصر ليتزود من اللغة والعادات والتقاليد العربية، وبينما كان جلازر يعد نفسه لرحلة اليمن عثر لنجر (1882) بالقرب من ظران، على نقش حميري كبير، كما اهتدى إلى الخرائب الحميرية التي أشار إليها نيبهر، وإلى نقش بالقرب من المدينة الصغيرة ضاف، ونسخ نقشين من صنعاء ونماذج لبعض النقوش من عدن في اللهجة الحضرمية. ومن عدن حاول، متنكراً في زى أحد الأعراب، الوصول إلى الخرائب في داخل البلاد فكشف أمره وقتله دليله بعد مسيرة أيام قلائل من عدن.
وفي نفس العام الذي قتل فيه لنجر، وصل جلازر إلى صنعاء، وقام (1882 - 1884) بثلاث رحلات في شمال بلاد اليمن. وقد لقي الأهوال،