فيه نحو الفلسفة الإسلامية. وفي فروع الفلسفة، متأثراً بالفارابي. وأرخ رودريك كزيمنس رئيس أساقفة طليطلة (1170 - 1247) لإسبانيا من البدء إلى عام 1243 (فترجمة الأب ريبيرا دي بريخا إلى القطلونية سنة 1266 وترجمه دي هينوخوسا أسقف بروجس 1313 - 1327 إلى القشتالية) والتاريخ العربي من النبي إلى الموحدين، وفيه مختصر عن كتاب الرازي (والكتابان مطبوعان في فرانكفورت 1903) وقد ظهر أثر الرازي في كتاب التاريخ العربي الذي صنفه بدرو دل كورال.
(ج) وعندما طفق ملوك إسبانيا يستعيدونها من المسلمين لم يعطلوا تراثهم أو يكتفوا بما نقلوه منه، وإنما عمدوا إلى إقامة حكمهم على أساسه والمفاخرة به. فكان بدرو الأول ملك أراغون لا يحسن من الكتابة إلا العربية. وجرى الفونسو السادس على غرار أسلافه وتسمى بإمبراطور العقيدتين الإسلامية والنصرانية، وجعل من طليطلة منارة معارف، زادت تألقاً، أيام ألفونسو السابع، باعتصام العلماء بها من تعقب الموحدين. واحتفظ الفونسو الثامن بالكتابة العربية على نقوده، وكانت المسكوكات الإسلامية والفرنسية عملة ممالك النصارى طوال أربعمائة سنة. وفي عهد ألفونسو العاشر (1252 - 1284) الملقب بالحكيم بلغت الثقافة الأوج، فأنشأ معهداً للدراسات العليا في مرسيه (1269) واختار له أعلام المسلمين والنصاري واليهود، وعلى رأسهم أبو بكر الرقوطي، ثم نقله إلى أشبيلية وألحق به مجمعاً علمياً امزج الحضارتين الإسلامية والمسيحية في حضارة إسبانية موحدة، كما حافظ على طابع طليطلة في مركزها الثقافي العالمي. وجمع حوله العلماء وعهد إليهم بالترجمة والتصنيف، وكان يشرف بنفسه على التوجيه والتحرير والتلخيص، فترجم إلى الأسبانية: الإنجيل، والقرآن، والتلمود، والقبالة، وسر الأسرار المنحول لأرسطو، ثم كتاب كليلة ودمنة (1251) - من ترجمة لاتينية لترجمة عبرية لترجمة فهلوية للترجمة السنسكريتية المزعومة، ثم ترجع إلى أربعين لغة، والترجمة الأسبانية نشرها اليماني (1915) - وألف ليلة وليلة، وكتاباً في التنجيم العبيد الله محمد الأستيجي. وصنف التاريخ العام المعروف باسمه، وقد ضمنه تاريخ إسبانيا للأسقف رودريك الطليطلي وبعض الأحداث والقصص والأساطير (1260 -