واعتنوا كثيرا بتشويه الحجاب، فاغتر كثير من مرضى النفوس وضعاف البصيرة بهذه الحملات الشرسة، فنشطوا لجر المرأة المسلمة إلى ميادين الفوضى والانحلال فهدموا بذلك بناء المجتمع الإسلامي أو تسببوا في زعزعته مع أن النبي صلى الله عليه وسلم الرءوف الرحيم بأمته حذرها من مغبة هذه المكيدة بالذات في كثير من الأحاديث الصحيحة..
4- ومن أعظم دعائم الإسلام - الجهاد - بل هو ذروة سنام الإسلام وقد أقض هذا الركن الإسلامي العظيم مضجع العالم الطاغي الكافر في كل أقطار الأرض، وهز الأرض تحت أقدام الكنيسة الصليبية في الغرب وانتزع منها عاصمتها الأولى القسطنطينية التي سماها المسلمون الفاتحون- اسلامبول -.
فليس غريباً أن يستميت المستشرقون في سبيل القضاء على هذا المبدأ العظيم وبكثير من الدقة والدهاء، وقد اتبعوا في ذلك ثلاثة طرق:
أولا: إثارة شبهة أن الإسلام انتشر بالسيف فيصيبوا بها هدفين:
التشكيك في قوة العقيدة الإسلامية من الناحية البرهانية وملاءمتها للفطرة السليمة، ودفع مفكري المسلمين إلى التخلي عن مبدأ الجهاد تحت تأثير تلك الشبهة أو في سبيل دحضها، أو على الأقل التراجع إلى فكرة أن الجهاد للدفاع عن النفس فقط..
ثانيا: تشويه تاريخ وحقيقة الفتوحات الإسلامية بالادعاء بأن الدوافع لها كانت اقتصادية أو توسيعية استعمارية..
ثالثا: العناية كثيرا بإظهار جانب التسامح الذي يدعو إليه دين الإسلام، على أن يصوروا هذا التسامح بصورة تؤدي إلى فتح أجوائنا على مصاريعها أمام النصارى واليهود ومفاسدهم ودسائسهم فيجولون في مجتمعاتنا كما يشاءون، ويعبثون بحياتنا كما يريدون فإن أوصدنا أبوابنا في وجوههم ومنعنا قاذوراتهم من التسرب إلينا رمونا بالتعصب والجمود والوحشية والتخلف … الخ.
ومن أكثر المستشرقين دهاء في التركيز على قضية التسامح - توماس آرنولد - في كتابه (الدعوة إلى الإسلام) .