الذي يعتري المتهوس السليم الفكر أحياناً، فما الفرق بين هذا الادعاء وقول مشركي قريش من العرب الجاهلين {إِنَّهُ لَمَجْنُونٌ} إلا أن يصاغ هذا الادعاء اليوم على لسان المستشرقين بصيغة تظهره بمظهر علمي منمق حتى ليخيل للقارئ ضعيف العلم والبصيرة أنها حقائق علمية تاريخية محايدة..
حاشا إمامنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عما يقولون..
وقد تصدى من فطاحل علماء المسلمين من ألقم هؤلاء المتفيهقين من النصارى حجراً في مسألة الوحي فساقوا من البراهين على إثباتها ما لا يدع مجالاً للشك منهم الشيخ محمد رشيد رضا والدكتور دراز في كتابيهما - الوحي المحمدي - و - النبأ العظيم - تغمدهما الله برحمته الواسعة وجزاهما عن الإسلام خيرا..
2- ووجهت دراسات استشراقية كثيرة لهدم بنيان الشريعة الإسلامية التي تشكل أعظم صرح تشريعي متماسك يمكن أن يوجد بين البشر، عرفوا هذه الحقيقة فوجهوا عنايتهم لطمس معالمها، فشنوا حملة شعواء على العقوبات والحدود الإسلامية: من قصاص، وقطع، ورجم وشنعوا عليها ووصفوها بالهمجية والوحشية، وقد علموا مدى مكانتها وعظم وظيفتها في المحافظة على مجتمع إسلامي متماسك سليم من الآفات والأمراض..
وانطلت افتراءاتهم على كثير من ضعاف الإيمان والبصيرة فتنازلوا عن هذه الشريعة..
وقد ذكرنا جانباً من محاولاتهم لهدم المصدرين الرئيسيين للشريعة الإسلامية كتاب الله - القرآن - والسنة النبوية.. وذلك بالتشكيك في نص القرآن الكريم، والطعن في رجالات السنة النبوية ورواتها من الصحابة والتابعين..
3- ولأجل تدمير المجتمع الإسلامي وطمس معالمه ركزوا على حياة المرأة المسلمة وقد علموا أنها ركيزته الداخلية الأساسية، فصوروا حياتها في ظل الإسلام بصورة الكبت والظلم والانحطاط..