إن رجالا من المبشرين عملوا سنين متوالية وفي مدينة واحدة ثم لم يستطيعوا أن يكتسبوا صديقاً أن صديقين. ا -هـ1.
ولقد كانت الكنيسة الصليبية وكل كافر ظالم محارب للإسلام تمتلئ قلوبهم رعباً وضيقاً بهذا الاستعلاء الإسلامي والعزة الإيمانية الذي ربما تمثل أحياناً في أوجه بوثبات المجاهدين الذين يعرف الصليبيون طعم سيوفهم ولذلك يهتف المستشرق الصليبي - رشتر - وهو يتحدث عن دعوة المهدي في السودان وجهاده قائلا: "هذا التعصب الإسلامي الضيق الأفق بكل ما فيه من بغض للثقافة "2. ا -هـ.
ولا شك أنه يعني هنا بالثقافة تلك السموم الفكرية التي يحملها هو وأمثاله من عملاء الكنيسة إلى شعوبنا لتحطيم كيانها ودينها وحضارتها..
ولقد أزعج الصليبيون كثيرا أن يروا مراكز العلم الراسخة الجذور في البلاد الإسلامية تؤدي مهمتها بتعليم المسلمين علوم الإسلام والعربية وتؤثر بفعالية في حياة المسلمين الفكرية.. فكان الأزهر مثلًا في مصر هدفاً لنشاطات الصليبيين فعملوا بكل طاقاتهم على إيجاد جامعات منافسة له وعلى هدمه هو نفسه ومسخه من داخله.. كما يتبين في تقريراتهم التي نشروها.. والتي يصف مضمونها أستاذ المجاهدين محمد قطب بارك الله في عمره بقوله:" إما أن يكون الأزهرله شبيه.. وإلا فليكن هو شبيهاً بالآخرين"3.
وقد أيقن رجال الكنيسة الصليبية والمستعمرون الأوروبيون أن بقاء القرآن مصدر قوة وتوجيه للمسلمين فيه الحكم الصارم بفشل جميع جهودهم ونشاطاتهم التخريبية وبنهاية جميع مطامحهم وأطماعهم الاستعمارية.
لذلك توجه عزم الجميع إلى هدف واحد هو: هزيمة المسلمين هزيمة روحية