نَاهِيًا عَن المُنْكَرِ، في الغُدوِّ والآصَالِ ذَاكِرًا، ولِنَفْسهِ في المَصَالِحِ قَاهِرا، أَعْقَبَ الله مَنْ ذَكَرهُ بالشرٍّ النَّدَامةَ، وكانَ عَظِيمَ الحِلْمِ، كَثِيرَ العِلْمِ) (?).

وقالَ تِلْمِيذُهُ أَبو عَبْدِ اللهِ مُحمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ الدَّقَّاقُ: (كَانَ جِذْعًا في أَعْيُنِ المُخَالِفِينَ، أَهْلِ البِدَعِ والتَّبَدُّعِ المُتَنَطِّعِينَ، وكانَ مِمَّن لَا يَخَافُ في اللهِ لَوْمةَ لَائِمٍ ... ولَهُ تَصَانِيفُ كَثِيرَةٌ، وَرُدُودٌ جَمَّةٌ على المُبْتَدِعِينَ والمُنْحَرِفِينَ في صِفَاتِ اللهِ تَعَالىَ وغَيْرِها) (?).

وقالَ ابنُ أَبي يَعْلَى: (وكانَ مُجتَهِدا لآثَارِ النَّبِيِّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلَّم، ويُحَرِّضُ النَّاسَ عَلَيْهَا، وكانَ شَدِيدًا على أَهْلِ البِدَعِ، مُبَاينًا لَهُم ...) (?).

وقالَ ابنُ الجَوْزِيِّ: (كانَ مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ الكِبَارِ) (?). وقالَ أَيْضًا: (وكانَ لَهُ وَقَارٌ وسَمْتٌ، وأَتْبَاعٌ فِيهِم كَثْرَةٌ، وكانَ مُتَمَسِّكَا بالسُّنَّةِ، مُعْرِضًا عَنْ أَهْلِ البِدَعِ، آمِرًا بالمَعْرُوفِ، نَاهِيًا عَنِ المُنْكَرِ، لا يَخَافُ في الله لَوْمَةَ لَائِمٍ) (?).

قُلْتُ: ولِشِدَّتهِ رَحِمَهُ الله تَعَالىَ في الحَقِّ، ولمُبَالَغَتهِ -أَحْيَانًا- في الإثْبَاتِ، فإنَّهُ لم يَسْلَمْ مِنَ الطَّعْنِ والغَمْزِ، فَوَصَفُوهُ بالتَّجْسيمِ والتَّشْبِيهِ -حَاشَاهُ مِنْ ذَلِكَ- بلْ كانَ رَاسِخًا في إثْبَاتِ الصِّفَاتِ، ونَفِي التَّعْطِيلِ (?)، وقدْ رَدَّ عَلَيْهِم، وأَبَانَ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015