قالوا: وبها استتر إبراهيم عليه السلام من النمرود.

قال: ونزل المسلمون على دمشق لأربع عشر ليلة بقيت من المحرّم سنة أربع عشرة للهجرة، بعد أن فتحت غوطتها كلها عنوة. فنزل أبو عبيدة ابن الجراح على باب الجابية، ونزل خالد بن الوليد على باب شرقي، ونزل يزيد بن أبي سفيان على باب بسيان «159» ، ونزل شرحبيل بن حسنة على باب الفراديس، ونزل عمرو بن العاص على باب توما. وحصرها المسلمون مدة، ثم فتحها أبو عبيدة من ناحية باب الجابية.

فلما أحسّ من فيها بالغلبة مالوا إلى خالد بن الوليد فصالحوه من ناحية الباب الشرقي، وفتحوا له فدخل، فالتقى بأبي عبيدة في المدينة. فاختلفا في فتحها هل هو عنوة أو صلحا، وكتبا في ذلك إلى عمر، فأمضاها على الصلح وبنى المسلمون الجامع إلى جانب كنيسة يوحنّا «160» .

فلما تملّك معاوية بن أبي سفيان، أراد أن يزيد الكنيسة في المسجد فمنعه النصارى عن ذلك، فأمسك عن طلبها.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015