قال الحسن بن أحمد المهلّبي: كان أبو عبيدة بن الجراح قد افتتح من فلسطين مدينة نابلس، وسفسطية «118» ، وبيت جبرين، ومدينة يافا، كل ذلك صلحا على أداء الجزية والخراج في الأرضين. وكان ذلك كله في أيام عمر بن الخطاب في سنة ست عشرة من الهجرة. وكان عمرو بن العاص قد افتتح غزة قبل ذلك في أيام أبي بكر صلحا على هذه الشريطة. ثم إن أبا عبيدة حاصر مدينة إيليا، وهي بيت المقدس. فطلب أهلها الصلح على مثل صلح الجند كله من أداء الجزيرة والخراج، على أن يكون عمر بن الخطّاب المتولّي للعقد بنفسه. فكتب أبو عبيدة إلى عمر بذلك فسار عمر من المدينة حتى نزل الجابية «119» ، ثم سار إلى بيت المقدس فتمّم الصلح في سنة سبع عشرة. وكتب لأهلها، واستثنى عليهم موضعا من كنيستها فبناه مسجدا يعرف به الآن.
ومدينة إيليا «120» هذه مدينة عظيمة في جبل شامخ على مسيرة يوم من مدينة الرملة، مبنية بالحجارة العادية «121» . بناها سليمان بن داود