- ان بعض الاستشهادات الأخرى ليست مقتبسة من البكري ولكنها مأخوذة من نفس مصادره ولقد أشرنا من قبل إلى السمهودي ومحي الدين ويمكن أن نضيف صبح الأعشى للقلقشندي وخطط المقريزي اللذين يعتمدان كتاب ابراهيم وصيف شاه وسمحت النصوص المستشهد بها باصلاح نص البكري في بعض الأحيان.
- الروض المعطار في أخبار الأقطار للحميري: من المفيد أن نتوقف أكثر عند هذا القاموس الجغرافي الذي يعتبر من أواخر ما وصلنا من المؤلفات في هذا الفن ولن نتحدّث هنا عن المؤلف نفسه ولا عن المشاكل التي أثارتها شخصيته وكتابه «1» ونودّ أن نشير إلى علاقة الروض بالمسالك. لقد لاحظ لفي بروفنصال أن الكثير من المقالات المتصلة بالأندلس ترجع إلى المسالك لكن الأمر لا يتعلق في الحقيقة بالأندلس فقط فإذا ما نظرنا إلى النص كلّه فإننا نلاحظ أن جلّ المادة الجغرافية مأخوذة من البكري إذا ما استثنينا الاقتباسات المستمدة من الادريسي ومن ابن جبير.
ملاحظة هامة: ان استشهادات المسالك في مخطوطات الروض المعطار تبدو في الغالب أصوب وأشمل من نص البكري المنقوص وذلك يصح بصورة خاصة في وصف بعض جزر البحر الأبيض المتوسط مثال مالطة وصقلية فعوض بعض الأسطر عند البكري نجد في الروض الصفحة وأكثر ولا نتحدث عن وصف صردينية الغائب تماما من المسالك. ونجد نفس الشيء في وصف بعض أجزاء أوروبا والشام (مدن دمشق- حلب- حمص- أنطاكية) وينحصر وصف الجزيرة في سطر في مخطوطاتنا بينما هو مستفيض أكثر في الروض فواضح أن الحميري كان بين يديه نص أشمل بالنسبة إلى هذه الجهات وسنوضح من بعد كيف استفدنا في تحقيقنا للنص من العلاقة الموجودة بين هذين النصين الجغرافيين.
لقد نشرت كثير من قطع المسالك في الشرق والغرب بعد أن فتح كاترمير الباب بنشر تحليل وترجمة جزئية للمخطوط رقم 7. انها في الغالب أهم القطع لأنها لم تكن معروفة من جهات أخرى.